الخميس، 24 مارس 2011

جنها زينب هاي




من شعراء أهل البيت عليهم السلام الذي تميز بجمآل كلماته وقوتها
الشاعر //عبدالخالق المحنه
وهذه القصيده كتبها في السيده الجليله زينب عليها السلام
أدمنت الاستماع اليها وتأثرت بها .
وأحببت أن أوردها هنا  بين حنايآ سُبحات 
لــ تبقى في الذاكره 
ولــ  تشاركوني سماعها.


رزقنا الله وإياكم زيارتها وشفاعتها .
و بحق السيده العظيمه
 أسألكم الدعــــآء




الأربعاء، 23 مارس 2011

يوم ممطر

سلام الله وملائكته عليكم
من قلب مدينتي الجميله جـــــــــــــده
أرسل اليكم تقريري المصور عن امطار يوم الثلاثاء
الموافق  10/4 / 1432 هــ

فقد رزقها الله
فيوضآت من زخآت المطر الرحيمه والمباركه
مع أجواء بارده وريآح محمله با الاتربه
ونحمد الله على عظيم عطائه
فقد كان يوم مميز
وأستطعت التقاط بعض الصور للغيوم
من أعلى منزلي الصغير ^^

اليكم بعضاً منها .
:
:

هذه الصورتين لغيوم سوداء كان الوقت عصراً كأنه قطعه من الليل من شدة الظلااام








وهذه الصورتين   آخر العصر حوالي الساعه الخامسه ونصف ^^



وهذه الصورتين عند الغروب



وهذا القمر يتوارى خجلاً بين الغيمات فقد كان شبه مكتمل
التقطتها من بعيد .

:





جعلها الله دوما امطار خير وبركه

كانت معكم  مراسلتكم
سُبحات عشق



الأربعاء، 16 مارس 2011

سقوط الأقــنعه

اللهم صلي على محمد وآل محمد

وسقطــت الاقنعه

ديمقراطية ...... لاللفوضى .

ماهي الا شعارات زائفه تكشف عن المدى والبعد الذي وصلت له حرية الرأي
في الدول العربيه
والغريب انهم يطلقون هذه الشعارات والحملات السلميه لتماسك الوطن !!
ومن ناحيه يحاربون  المستضعفين والعزل المجردين من السلاح
وجرمهم الوحيد أنهم طالبوا بحقوقهم كــ مواطنين طبيعيين  في دولتهم وأرضهم التى عاشوا فيها

ولهم الحق في ان يطلبوا مايريدون من وظائف وعيش كريم
لكن هيهآت ان يكون لهم ذلك فهم شيعه !
أتعلمون أن هذا المصطلح او المسمى شيعي أو رافضي
 أصبح أخطر من أن يقال إسرائيلي
فــ الاسرائيل شخص معترف به دوليا وله كامل الحقوق والاحترام والتعظيم
أما الشيعي ففي كل الدول العربيه والاسلاميه ..

لايعامل بأحترام ويستبآح دمه ويهضم حقه
معادله غريبه 
والاغرب من ذلك أن حاكم دوله يستنجد بالدول المجاوره وبالسعوديه بالذات
ليحارب شعبه !!
أيعقل ذلك ومن أجل ماذا ؟؟
من أجل الجآه والسلطه !

وبقائه في عرشه المجيد !

وقتلهم  بدون رحمه
بفعلته الشنعاء أثبت  كم هو حاكم غيور على شعبه  
ولديه أساليب  حواريه راقيه وعاليه جدا لها صوت مدوي
أستطاع حكام العرب  سماعها وتطبيقها على شعوبهم  
من بين حكام العرب أستحق التميز بجداره لمؤهلاته العقليه التي لامثيل لها !!؟؟


والله أنه لامر مخجل وفعل غير جائز مشاركتهم في قتل
أُناس أبرياء لاحول لهم ولاقوه

من دون وجه حق .
هل هذا من أفعال المسلمين ؟؟
أو أنهم تجردوا من أسلامهم وأصبحوا صهاينة
ومتعطشين لدماء والحروب في كل حين !!

وهذا كله يكشف عن الاقنعه التى كان يتوارى خلفها حكام العرب الدكتاتوريين المستبدين

يفعلون مالا يقبله العقل والمنطق كله من أجل البقاء على  كراسيهم النتنه بقبح أفعالهم
 
يقتلون ويهددون بالترحيل والسجن
يريدون كل الافراد صم بكم لاينطقون
يمجدونهم ويقدمون لهم الولاء والطاعه
يريدون تحويل الافراد  الى آلات
صامته .

لاتطالب .لاتفكر .لاتحاور .

حسبنا الله ونعم الوكيل

وهذا فيديو  مؤثر لشاب يقتل على أيدي القوات البحرانيه  بلارحمه
http://www.shabir.tv/?p=5870

اللهم أني أبرى من أفعالهم  المخجله وغير راضيه
على مايحدث في أرض البحرين وعلى أهلها من ظلم !!
قلوبنا معكم .

اللهم عجل لوليك الفرج
وأنصر  شيعة البحرين على القوم الظالمين

بقلم : سُبحات عشق

الثلاثاء، 15 مارس 2011

على أسمك يصحو جنوني


اللهم صلي على محمد وآل محمد
سلام الله وملائكته عليكم
والسلام على سيدي ومولاي الحسين عليه السلام

من الشعراء الذين أحب  أن أقرأ لهم
الشيخ // علي الفرج

وهذه القصيده أقربهم الى قلبي
:


1-حسين على أسمك يصحو جنوني .... ويسكنني ألف قيــس وقيــس
2-ويلمسني فتجــيء الحيـــارى .... لتقتات من قدمــــي ورأسي
3-وتلمس شوكي فيصبح ورداً.... وتصغي فيغدوا عوائي كـهمسي
4-وتنظرني فيذوب إنطفائي ويسجد.... في هــــامـــة الليـــل فأسي
5-حسين بلونك أترعت كأسي .... وسمرت في جسد الغين غرسي
6-وشكل دمـــائك شكل بوجهي.... ونبع دمـــائك زيت لشمسي
7-إذا ماكتبتك نبضة حب .... قطعت غدي وتناسيت أمسي
8-وإما قرأتك في كل شيء .... رأيتك نفســاً بمليون نفس


رزقنا الله وإياكم في الدنيا زيارته
وفي الآخره شفاعته .

الجمعة، 11 مارس 2011

سيرة الصحابي الجليل أباذر الغفاري

اللهم صلي على محمد وآل محمد
من الشخصيات العظيمه التي كان لها الدور الكبير  في نشر الاسلام
والوقوف في وجه أعداء الدين .
الصحابي الجليل أباذر الغفاري.
:

كانت قبيلة غفّار من قبائل العرب الوثنية ، تسكن في المناطق القريبة من المدينة المنوّرة ( يثرب ) ، حيث تمرّ قوافل مكّة التجارية .
و أفراد قبيلة غفار يعبدون صنماً اسمه " مناة " و يعتقدون أن " مناة " بيده القضاء و القدر و الحظ ، و لذلك فإنّ أفراد القبيلة يذهبون إليه و يقدّمون له القرابين .

و ذات يوم توجّه شاب من قبيلة " غفار " إلى مناة و كان فقيراً فقدّم إلى مناة " اللبن " ، و راح ينظر إليه و لكن مناة لم يحرّك ساكناً و لم يشرب اللبن فظلّ ينتظر . و في الأثناء مرّ ثعلب لم ينتبه إلى وجود " جندب " فشرب اللبن . و لم يكتف بذلك بل رفع قدمه و بال في اُذن " مناة " ، و ظلّ مناة جامداً .

ضحك الشابّ ساخراً من " مناة " و من نفسه لأنّه يعبد صخرة صمّاء لا تفهم و لا تعي شيئاً .
و في طريق عودته الى القبيلة تذكّر " جندب " كلمات سمعها ذات يوم و هو يمشي في سوق " عكاظ " في مدينة مكّة . . تذكّر كلمات " قيس بن ساعدة " و هو يهتف بها في السوق :
أيُّها الناس اسمعوا و عوا
إنّ من عاش مات
و من مات فات
و كلّ ماهو آتٍ آت
ليل داج
و سماء ذات ابراج .
مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون ؟!
أرضوا بالمقام فأقاموا ؟
أم تركوا هناك فناموا ؟!
نظر " جندب " إلى السماء الزرقاء الصافية ، و إلى الصحراء الممتدة بتلالها و رمالها ، و تذكّر ما فعله الثعلب ب " مناة " ، فآمن بأنّ لهذا العالم إلهاً كبيراً أكبر من مناة و من هبل و من اللات و من كلّ الأوثان .
و منذ ذلك الوقت و جندب بن جنادة يتوجّه بقلبه إلى السماء و الأرض .
طلوع الشمس
كان أهل الكتاب يبشّرون بظهور نبي جديد أطلّ زمانه ، و كانت القبائل العربية تتناقل هذه الأخبار . و كان الذين يسخرون من الأصنام و الأوثان يتشوّقون لرؤية النبي الجديد .
و ذات يوم مرّ رجل قادم من مكّة فقال لجندب :
ـ ان رجلاً في مكة يقول : لا إله إلاّ الله و يدّعى انّه نبي .
و سال جندب :
ـ من أي قبيلة هو ؟
قال الرجل :
ـ من قريش .
فقال جندب :
ـ من أي قريش ؟
أجاب الرجل :
ـ من نبي هاشم .
سأل جندب :
ـ و ماذا فعلت قريش ؟
قال الرجل :
ـ كذّبته و قالت انّه ساحر و مجنون .
انصرف الرجل ، و ظلّ " جندب " يفكّر و يفكّر .
أنيس
فكّر " جندب " أن يرسل أخاه أنيساً إلى مكّة ليأتيه بأخبار النبيّ الجديد ، و انطلق أنيس يقطع مئات الأميال الى مكّة ، و سرعان ما عاد ليخبر أخاه :
ـ رأيت رجلاً يأمر بالخير و ينهى عن الشرور و يدعو إلى عبادة الله وحده .
و رأيته يصلّي عند الكعبة و إلى جانبه فتى اسمه علي بن أبي طالب و هو ابن عمّه ، و خلفهما امرأة و هي زوجته خديجة .
و سأل جندب أخاه :
ـ و ماذا رأيت بعد ؟
أجاب أنيس :
ـ هذا ما رأيته و لم أجرؤ على الاقتراب منه خوفاً من زعماء قريش .
إلى مكّةلم يقنع جندب بما سمعه ، فانطلق نفسه إلى مكّة ليتعرّف على النبيّ .
مالت الشمس إلى المغيب عندما وصل الشاب الغفاري مكّة فطاف حول الكعبة ، ثم جلس في زاوية من الحرم ليستريح و يفكّر في طريقة يلتقي فيها النبي

حلّ الظلام و أقفرت الكعبة من الناس ، و في الأثناء دخل فتىً ساحة المسجد الحرام و راح يطوف حول الكعبة بخشوع ، و انتبه الفتى إلى وجود الرجل الغريب فتقدّم إليه و سأله بأدب :
ـ كأنّك غريب ؟

أجاب الغفاري : نعم .
قال الفتى :
ـ انهض معي إلى المنزل .
و شكر جندب في نفسه الفتى و هو يتبعه إلى المنزل صامتاً .
و في الصباح ودّع جندب الفتى و انطلق إلى بئر زمزم لعلّه يتعرّف على النبيّ .
و مرّت الساعات و جندب يترقّب و ينتظر إلى أن حلّ الظلام .
اللقاء
مرّةً أُخرى جاء الفتى و طاف حول الكعبة كعادته و رأى الرجل الغريب في مكانه فقال له :
ـ أما آن للغريب أن يعرف منزله ؟
أجاب جندب :
ـ لا .
قال الفتى :
ـ انطلق معي الى المنزل .
نهض " جندب " مع الفتى إلى منزله ، كان صامتاً أيضاً .
قال الفتى :
ـ أراك تفكّر ، فما هي حاجتك ؟
قال جندب بحذر :
ـ إذا كتمت عليّ أخبرتك .
قال الفتى :
ـ أكتم عليك إن شاء الله .
و ارتاح جندب إلى ذكر الله فقال بصوت خافت :
ـ سمعت بظهور نبي في مكة فأردت أن ألقاه .
قال الفتى و هو يبتسم :
ـ لقد أرشدك الله . . سأدلّك على منزله فاتبعني من بعيد . فإن رأيتُ أحداً أخافه عليك ، وقفت كأنّي أصلحُ نعلي ، فلا تقف و امض في طريقك .
و مضى الفتى إلى منزل سيّدنا محمّد و جندب يتبعه إلى أن وصلا .
الإيمان
و يدخل جندب منزل النبي و يلتقي سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) ، فاذا هو أمام إنسان يجسّد كلّ مكارم الأخلاق .
سأل سيّدُنا محمّد ضيفه :
ـ ممّن الرجل ؟
أجاب جندب :
ـ من قبيلة غفار .
و سأل النبيّ :
ـ ما هي حاجتك ؟
قال جندب :
ـ أعرض عليّ الإسلام .
قال النبيّ :
ـ الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ الله و أني رسول الله .
و بعد ؟
ـ أن تنتهي عن الفحشاء و المنكر و تسلك مكارم الأخلاق ، و تترك عبادة الأوثان إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، و ان لا تسرف و لا تظلم . .
و امتلأ الشابّ إيماناً بالله و رسوله ، فقال :
ـ أشهد أن لا إله إلاّ الله و أنّك رسول الله . . رضيت بالله ربّاً و بك نبيّاً .
و في تلك اللحظة ولدت شخصية اُخرى هي شخصية الصحابي الكبير أبي ذر الغفاري جُندب بن جنادة .
نهض أبو ذر و هتف بحماس :
ـ و الذي بعثك لأصرخنّ بها .
و قبل أن يغادر المنزل سأل أبو ذر سيّدنا محمّداً :
ـ من هذا الفتى الذي دلّني عليك .أجاب النبيّ باعتزاز :
ـ هو ابن عمّي عليّ .
و أوصاه سيّدنا محمّد قائلاً :
ـ يا أباذر اكتم هذا الأمر و ارجع إلى بلادك .
و أدرك أبو ذر أن رسول الله يخشى عليه انتقام قريش فقال :
ـ و الذي بعثك بالحقّ نبيّاً لأصرخن بها بينهم و لتفعل قريش ما تريد .
و في الصباح انطلق أبو ذر إلى الكعبة بيت الله الحرام ، كانت الأصنام جامدة في أماكنها لا تتحرّك و أبو ذر يشقّ طريقه ، و جبابرة قريش جالسون يفكّرون بأمر الدين الجديد .
و في تلك اللحظات دوّت صرخة جريئة :
ـ يا معشر قريش . . إني أشهد أن لا إله إلاّ الله و أشهد أنّ محمداّ رسول الله .
و اهتزت الأوثان و قلوب المشركين .
و صاح قرشي :
ـ من هذا الذي يسبّ آلهتنا .
و ركضوا نحوه و انهالوا عليه ضرباً حتى فقد وعيه و الدماء تنزف منه .
و تدخّل العباس عمّ سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) و أنقذه قائلاً :
ـ ويلكم يا معشر قريش تقتلون رجلاً من " غفار " ! و طريق قوافلكم على قبيلته .
و أفاق أبو ذر و ذهب إلى " زمزم " فشرب من مائها و غسل من جسمه الدماء .
و مرّة اُخرى أراد أبو ذر أن يتحدّى قريش بإيمانه ، فانطلق نحو الكعبة و دوّت صرخته :
ـ أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمّداً رسول الله .
و هجموا عليه مثل الذئاب و راحوا يكيلون له الضربات .
و سقط على الأرض فاقداً وعيه ، و أنقذه العباس أيضاً

العودةذهب أبو ذر إلى سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) .
و تألم النبي لمنظره فقال له بإشفاق :
ـ ارجع إلى قومك و ادُعهم إلى الإسلام .
قال أبو ذر :
ـ سأذهب يا رسول الله إلى قومي و سأدعوهم إلى الإسلام و لن أنسى ما فعلته قريش بي .
و عاد أبو ذر إلى قبيلته و راح يدعوهم إلى نور الإسلام . فأسلم أخوه أنيس و أسلمت اُمّه و أسلمت نصف قبيلته . أما النصف الآخر فقالوا : حتى يأتي النبيّ .
الهجرة
و تمرّ الأيام و المشهور و الأعوام . . و يهاجر سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) من مكّة إلى المدينة ، و تصل الأخبار إلى أبي ذر . فخرج مع قبيلته إلى استقباله في الطريق
و لاح سيّدنا محمّد من بعيد على ناقته " القصواء " فأسرع أبو ذر إليه و أخذ بزمام الناقة و قال مبشّراً :
ـ يا رسول الله أسلم أخي و أسلمت اُمي و أسلم الكثيرون من قبيلتي .
و فرح سيّدنا محمّد و هو يشاهد جموع المستقبلين .
قال احدهم :
ـ يا رسول الله إن أباذر علّمنا ما علمته فأسلمنا و شهدنا انّك رسول الله .
و أسلم الباقون من قبيلة " غفار " ثم جاءت قبيلة اُخرى مجاورة اسمها " أسلم " فأسلمت و أعلنت أن لا إله إلاّ الله و أن محمّداً رسول الله .
فقال سيّدنا محمّد متأثراً :
ـ " غفار " غفر الله لها ، و " أسلم " سالمها الله .
و مضى رسول الله إلى مدينة " يثرب " و رافقه أبو ذر مسافة من الطريق .
و عندما عاد أبو ذر إلى قبيلته سأله بعضهم :
ـ هل حدّثك رسول الله بشيء ؟
فقال أبو ذر :
ـ نعم أمرني بسبع :
أمرني بحبّ المساكين و الدنو منهم .
و أمرني أن أنظر من هو دوني و لا أنظر من هو فوقي .
و أمرني أن أصل الرحم و إن أدبرت .
و أمرني أن لا أسأل أحداً شيئاً .
وأمرني أن أقول الحق و لو كان مرّاً .
و أمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم .
و أمرني أن أكثر من قول " لا حول و لا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم " .
فانّهنّ كنز تحت العرش .
و ظلّ أبو ذر في قبيلته يرشدهم و يعلّمهم ، و كان مثال المسلم المؤمن .
أوصني يا رسول الله
ذات يوم دخل أبو ذر المسجد فوجد سيّدنا محمّداً وحده ، فجلس قربه .
قال سيّدنا محمّد :
ـ يا أبا ذر إن للمسجد تحية و هي ركعتان .
نهض أبو ذر و صلّى ركعتين ثم عاد فجلس قرب النبيّ و قال :
ـ يا رسول الله أي الأعمال أفضل ؟
ـ إيمان بالله عز وجل و جهاد في سبيل الله .
ـ أي المؤمنين أكمل إيماناً ؟
ـ أحسنهم خلقاً .
ـ يا رسول الله فأي المؤمنين أسلم ؟
ـ من سلم الناس من لسانه و يده .
ـ يا رسول الله فأي الهجرة أفضل ؟
ـ هجر السيئات .
ـ يا رسول الله أي الصدقة أفضل ؟
ـ جهد من مقل يسير إلى فقير .
ـ يا رسول الله فأي آية مما أنزل الله أعظم ؟
ـ آية الكرسي . . يا أباذر ما السماوات السبع مع الكرسي إلاّ كحلقة ملقاة بأرض فلاة .
ـ يا رسول الله كم الأنبياء ؟
ـ مائة ألف و أربعة و عشرون ألفاً . .
يا أبا ذر أربعة سريانيون : آدم و شيت و خنوخ ـ إدريس ـ و هو أول من خط بالقلم و نوح ، و أربعة من العرب : هود و صالح و شعيب و نبيّك .
ـ يا رسول الله كم كتاب لله تعالى ؟
ـ مائة كتاب و أربعة ، أُنزل على شيت خمسون صحيفة ، وأُنزل على خنوخ ( إدريس ) ثلاثون صحيفة ، و أُنزل على إبراهيم عشر صحائف ، و أُنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف ، و أُنزل التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان ( القرآن ) .
ـ يا رسول الله فما كانت صحف إبراهيم ( عليه السَّلام ) ؟
ـ أمثالاً كلّها : " أيّها الملك المسلّط المبتلى المغرور فإنني لم أبعثك لتجمع الدّنيا بعضها إلى بعض و لكن لترد عني دعوة المظلوم فاني لا أردها و لو كانت من كافر . .
ـ يا رسول الله فما كانت صحف موسى ( عليه السَّلام ) ؟
ـ كانت عبراً كلّها : عجبت لمن أيقن بالموت ثم هو يفرح ، عجبت لمن أيقن بالنار ثم هو يضحك ، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم هو ينصب ، عجبت لمن رأى الدّنيا و تقلّبها بأهلها ثم اطمأن إليها ، عجبت لمن أيقن بالحساب غداً ثم لا يعمل .
بكى أبو ذر خشوعاً و قال :
ـ يا رسول الله أوصني ؟
ـ أوصيك بتقوى الله فانّه رأس الأمر كلّه .
ـ يا رسول الله زدني .
ـ عليك بتلاوة القرآن فهو نور لك في الأرض و ذكر لك في السماء .
ـ يا رسول الله زدني .
ـ حبّ المساكين و جالسهم .
في الطريق إلى تبوك
مضت سنوات و سنوات ، أصبح المسلمون اُمّة واحدة و أصبح لهم دولة ، و انتصروا على أعدائهم من المشركين و اليهود . و دخلت القبائل العربيّة دين الله أفواجاً .
و لمّا كان سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) رسول الله إلى الناس جميعاً ، فقد أراد للإسلام أن يعبر حدود جزيرة العرب إلى العالم كلّه .
أعلن سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) الجهاد و أمر المسلمين بالاستعداد للتوجّه نحو " تبوك " في شمال الجزيرة العربية .
و فوجئ المسلمون بإعلان النبي و تحدّيه لأكبر دولة في العالم آنذاك .
و قال المنافقون :
ـ سوف يقهرهم " هرقل " بجيوشه الجرّارة .
و كانوا يجتمعون في بيت " سويلم " اليهودي و يخوّفون المسلمين من التوجّه إلى تبوك .
و لمّا غادر النبي المدينة و تخلّف المنافقون و الذين في قلوبهم مرض ، قرّر سيّدنا محمّد أن يستخلف على المدينة ابن عمّه بطل الإسلام علي بن أبي طالب ، حتى يحبط مؤامرات المنافقين .
و شعر المنافقون بالضيق من " علي " فأشاعوا بين الناس : إنّ الرسول خلّفه استثقالاً له .
و لكي تتبيّن الحقيقة للناس أخذ علي سلاحه و لحق بالنبي خارج المدينة في منطقة تدعى " الجرف " و أخبره بما يقوله المنافقون :
ـ يا نبيّ الله زعم المنافقون انّك إنّما خلَّفتني لأنّك استثقلتني .
ابتسم سيّدنا محمّد و قال :
ـ كذب المنافقون و لكنّي خلّفتك لتحفظ المدينة و تحميها من مكرهم . أفلا ترضى يا عليّ أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبيّ بعدي ؟
أجاب علي :
نعم رضيت يا رسول الله .
و عاد علي إلى المدينة مسروراً بكلمات الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .



كن أباذر
مضى النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) يقود الجيش الإسلامي عبر الصحراء ، و كان بعض المسلمين من ضعفاء الإيمان يتخلّفون في الطريق و يعودون إلى المدينة فيخبر بعضهم سيّدنا محمّداً قائلين : تخلّف فلان . فكان رسول الله يقول :
ـ دعوه فإن يَكُ فيه خير فسيلحقه الله بكم .
و في منتصف الطريق قال أحد المسلمين :
ـ يا رسول الله تخلّف أبو ذر .
فقال النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) :
ـ دعوه فإن يَكُ فيه خير فسيلحقه الله بكم .
و استمر الجيش الإسلامي يطوي الصحراء .
كان أبو ذر راكباً بعيراً هزيلاً لا يقوى على المسير . . و شيئاً فشيئاً كان يتخلّف عن الجيش الإسلامي ، حتى برك البعير عاجزاً عن التحرّك خطوة واحدة .
جلس أبو ذر حزيناً يفكّر ماذا يفعل ؟
هل يعود إلى المدينة ؟ أم يمضي ماشياً ؟
و لكن أبو ذر لم يكن ليفكّر في العودة ، فقد كان مؤمناً و يحبّ سيّدنا محمّداً ( صلى الله عليه و آله ) ، فقرّر أن يتبع آثار الجيش ماشياً .
راح أبو ذر يطري الصحراء الحارقة ، و نفد كلّ ما معه من الزاد و الماء ، و مع ذلك كان يستمر في المشي يدفعه إلى ذلك إيمانه العميق بالله و حبّه لرسول الله .
كان يشعر بعطش شديد فرأى في صخرة محفورة ماءً بارداً ، و لمّا ذاقه وجده عذباً ، فأراد أن يشرب و لكنّه امتنع و قال :
ـ لا أشرب حتى يشرب منه حبيبي رسول الله .
ملأ قربته من الماء ، و مضى يطوي الصحراء ماشياً على قدميه .
كان أبو ذر يسير الليل و النهار حتى يمكنه اللحاق بالجيش الإسلامي .
عسكر الجيش الإسلامي في بعض المناطق للاستراحة ليلاً لكي يستأنف زحفه باتجاه " تبوك " .
و عندما أشرقت شمس اليوم التالي شاهد بعض المسلمين رجلاً قادماً من بعيد ، فتعجّبوا و قالوا للنبيّ :
ـ يا رسول الله إن هذا الرجل يمشي وحده !!
فقال سيدنا محمّد :
ـ كن أبا ذر .
و راح المسلمون يتطلّعون إليه ، و لمّا أصبح قريباً منهم صاحوا :
ـ هو و الله أبو ذر .
و رأى النبي على ملامحه التعب و العطش فقال :
ـ أدركوه بالماء فانّه عطشان .
و لكن أبو ذر كان يتجه إلى سيّدنا محمّد و بيده القربة ليشرب رسول الله .
فتساءل النبي :
ـ يا أباذر أمعك ماء و أنت عطشان ؟!
فقال أبو ذر :
ـ نعم يا رسول الله فداك أبي و اُمّي . رأيت في صخرة محفورة ماء المطر فذقته فإذا هو عذب بارد فقلت لا أشرب حتى يشرب منه رسول الله .
فتأثّر النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) و قال :
ـ رحمك الله يا أبا ذر . .
تعيش وحدك .
و تموت وحدك .
و تدخل الجنّة وحدك .
و يسعد بك قوم من أهل العراق يتولون غسلك و تجهيزك و الصلاة عليك .
أحاديث النبيّ
تُوفي سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) فحزن المسلمون و كان أبو ذر من أكثرهم حزناً و وفاءً لرسول الله فحفظ ما سمعه من أحاديثه و جعل منها نبراساً يضيء له الطريق .
كان أبوذر يؤمن إيماناً عميقاً بأن الخلافة حقّ إلهي مثل النبوّة و أن الله سبحانه يختار من عباده الصالحين أكثرهم جدارة ، و قد سمع أبو ذر النبيّ يقول لعليّ : أنت مني بمنزلة هارون من موسى و لكنّه لا نبيّ بعدي .
و سمعه في " غدير خُم " عندما عاد من حجّة الوداع أمام المسلمين جميعاً : من كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه ، اللهمّ والِ من والاه ، و عادِ من عاداه ، و انصر من نصره ، و اخذل من خذله .
و سمعه يقول : عليّ مع الحق و الحقّ مع علي .
و مع الأسف فإن بعض المسلمين تناسى هذه الأحاديث . و عندما توفي النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) و بينما كان ابن عمّه و وصيّه علي بن أبي طالب مشغولاً بهذه المصيبة اجتمع بعض الصحابة و أصبح أبو بكر هو الخليفة .
اعترض كثير من الصحابة على ذلك ، منهم سلمان الفارسي الذي قال عنه النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : سلمان منّا أهل البيت .
و منهم عبادة بن الصامت و أبو الهيثم التيهان و حذيفة و عمّار بن ياسر . كما استنكرت ذلك فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين و كانت غاضبة .
و بعد شهور عديدة بايع الإمام علي بن أبي طالب مضطراً ، حفاظاً على مصلحة الإسلام .
و عندما بايع الإمام ، بايع الصحابة و فيهم أبو ذر .
كان أبو ذر يفكّر بمصلحة الإسلام و المسلمين ، و لذلك ذهب إلى ميادين الجهاد دفاعاً عن الدولة الإسلامية . و كان الروم في ذلك الوقت يقومون بحملات عسكرية و اعتداءات على الحدود ، فذهب أبو ذر مع كثير من الصحابة إلى جبهات الحرب مجاهداً في سبيل الله .
مات الخليفة الأوّل أبو بكر ثم جاء بعده الخليفة عمر بن الخطاب ، و كان أبو ذر في بلاد الشام يجاهد مع إخوانه المسلمين .
توفي عمر بن الخطاب و جاء إلى الخلافة عثمان بن عفان .
لم يتبع الخليفة الثالث سيرة النبي و لا صاحبيه ، فقد جاء بأقربائه و عيّنهم في مراكز الحكم ، و راح يملأ جيوبهم بأموال المسلمين . و جاء بمروان بن الحكم الذي طرده سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله ) و جعل منه الحاكم الفعلي للدولة .
اشتكى الناس من سياسة عثمان و جاء وفد من مدينة الكوفة فأخبر الخليفة بأن الوالي يشرب الخمر و يأتي إلى المسجد سكران و تقيأ في المحراب .
و لكن الخليفة لم يفعل شيئاً ، بل إن مروان أهان الوفد و طرده و كان فيهم من أصحاب النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) .
كان أبو ذر من الناصحين لعثمان فقال له ذات يوم :
ـ اتبع سنّة صاحبيك لا يكن لأحد عليك كلام .
أي لتكن سيرتك مثل سيرة أبي بكر و عمر .
و لكن عثمان نهرَ أبا ذر و قال أمام الحاضرين :
ـ أشيروا عليّ في هذا الشيخ الكذّاب ، إما أن أضربه أو أحبسه أو أقلته أو أنفيه من أرض الإسلام .
تألّم أبو ذر و تألم المسلمون لذلك و تذكّروا حديث سيّدنا محمّد له :
ما أظلّت الخضراء ( السماء ) و لا أقلت الغبراء ( الأرض ) أصدق ذي لهجة من أبي ذر .
و ها هو الخليفة يتّهم أبا ذر بالكذب و يقول عنه : الشيخ الكذّاب .
خرج أبو ذر من مجلس الخليفة حزيناً و تذكّر ما حدث له قبل أكثر من عشرين سنة . . تذكّر يوم دخل رسول الله المسجد فوجده نائماً فأيقظه و قال له :
ـ لا أراك نائماً في المسجد .
أي لا تنم في المسجد مرّة اُخرى ، ثم قال له :
ـ ماذا تصنع إذا أخرجوك من المسجد ( يوماً ما ) ؟
قال أبو ذر :
ـ إذن اذهب إلى الشام أرض الجهاد .
فقال النبيّ :
ـ فإذا أخرجوك منها ؟
قال أبو ذر :
ـ أرجع إلى المسجد .
فقال النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) :
ـ فإذا أخرجوك منه ؟
قال أبو ذر :
ـ آخذ سيفاً فأضربهم به .
فقال النبيّ :
ـ ألا أدلّك على شيء خير من ذلك ؟
قال أبو ذر :
ـ نعم يا رسول الله .
قال النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) :
تسمع و تطيع .
إلى الشام

قرّر الخليفة الثالث نفي أبي ذر إلى الشام . و لمّا وصل أبو ذر إلى الشام أمر معاوية والي الشام آنذاك إبعاد أبي ذر إلى منطقة تعرف اليوم ب " جبل عامل " في جنوب لبنان .

راح أبو ذر يعلّم الناس أحاديث النبيّ ( صلى الله عليه و آله ) و سيرته ، و يستنكر انحراف الولاة و ظلمهم للمسلمين و ترفهم على حساب الفقراء و المساكين .
و كان يقرأ قوله تعالى : { و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشّرهم بعذاب أليم } . فأحبّه الفقراء و المساكين
أراد معاوية إغراء أبي ذر بالأموال لعلّه يسكت ، فأمر بإحضاره إلى دمشق و أرسل له الهدايا ، فكان الصحابي الجليل يوزّعها على الفقراء ، ثم يمرّ على قصر معاوية و يصيح :
ـ اللّهم العن الآمرين بالمعروف التاركين له .

اللّهم العن الناهين عن المنكر المرتكبين له .
أمر معاوية بإلقاء القبض عليه فأحضره الحرّاس مقيّداً بالسلاسل و خاطبه معاوية بحقد :
ـ يا عدّو الله و عدوّ رسوله تأتي على قصرنا كلّ يوم و تصيح سوف استأذن أمير المؤمنين عثمان في قتلك .
ثم التفت معاوية إلى الحرّاس و صاح :
ـ خذوه إلى السجن .
إلى المدينة
بعث معاوية برسالة إلى الخليفة أخبره فيها بما يفعله أبو ذر و التفاف الناس حوله .
و جاء جواب الخليفة يأمر معاوية بإعادة أبي ذر و معاملته معاملة قاسية .
سمع المسلمون بذلك فتألموا و خرجوا يودّعون صاحب رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) .
ركب أبو ذر ناقته يسوقها حرّاس قساة القلوب لم يحترموا شيخوخته و ضعفه فأرهقوه في السفر .
و وصل إلى المدينة في أسوأ حال فأُدخل على الخليفة و هو يكاد يسقط على الأرض من شدّة الضعف و التعب .
قال أبو ذر :
ـ ويحك يا عثمان أما رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و رأيت أبا بكر و عمر ، فهل سيرتك مثل سيرتهم ؟ . . انّك لتبطش بي بطش الجبابرة .
قال عثمان بقسوة :
ـ اخرج من بلادنا .
فقال أبو ذر بحزن :
ـ إلى أين أخرج ؟
قال الخليفة :
ـ إلى حيث تريد .
قال أبو ذر :
ـ أخرج إلى الشام أرض الجهاد ؟
صاح عثمان :
ـ كلاّ لا أردّك إلى الشام .
قال أبو ذر :
ـ أخرج إلى العراق ؟
قال الخليفة أيضاً :
ـ كلاّ .
ـ أخرج إلى مصر ؟
ـ كلاّ .
قال أبو ذر بحزن :
ـ فإلى أين أخرج ؟
ـ إلى البادية .
ـ أخرج إلى بادية نجد ؟
ـ كلاّ بل إلى الشرق الأبعد إلى " الربذة " .
صاح أبو ذر :
ـ الله أكبر . . صدق رسول الله لقد أخبرني بذلك .
سأل عثمان :
و ماذا قال لك ؟
أجاب الصحابي الشيخ :
ـ أخبرني أني أمنع من المدينة و مكة و أموت بالربذة و يتولّى دفني قوم من أهل العراق في طريقهم إلى الحجاز .
الربذة
الربذة منطقة في الجانب الشرقي من المدينة المنوّرة .
كان أبو ذر يكره " الربذة " لأنّه كان يعبد الأصنام فيها في زمن الجاهلية .
كان أبو ذر يحبّ المدينة لأن فيها قبر النبيّ و مسجده .
و كان يحبّ مكّة لأن فيها بيت الله الحرام .
و كان يحبّ الشام لأنّها أرض الجهاد .
و كان يكره " الربذة " لأنّها تذكّرة بعبادة الأصنام و لكن الخليفة نفاه إلى تلك المنطقة . و أمر مروان أن يخرج به و أن يمنع المسلمين من توديعه .
و خاف المسلمون سطوة الخليفة فلم يخرج لتوديعه سوى بعض الصحابة ، و هم : عليّ بن أبي طالب و أخوه عقيل و الحسن و الحسين سبطا رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و الصحابي الكبير عمار بن ياسر .
تقدّم الإمام عليّ يودّعه فقال له :
ـ يا أبا ذر انّك غضبت لله . .
إن القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك .
فاترك في أيديهم ما خافوك عليه و اهرب منهم بما خفتهم عليه .
فما أحوجهم إلى ما منعتهم
و ما أغناك عمّا منعوك
و ستعلم من الرابح غداً .
يا أبا ذر لا يؤنسك إلاّ الحق و لا يوحشك إلاّ الباطل .
و تقدّم عقيل فقال :
ـ أنت تعلم إنّا نحبّك ، و انّك تحبنا . فاتق الله فإن التقوى نجاة . و اصبر فإن الصبر كرم .
و تقدّم سبط النبي الحسنُ بن علي فقال :
ـ اصبر يا عمّاه حتى تلقى نبيّك ( صلى الله عليه و آله ) و هو عنك راضٍ .
و تقدّم عمّار بن ياسر و هو يبكي فقال :
ـ لا آنس الله من أوحشك . و لا آمن من أخافك . أما و الله لو أردت دنياهم لآمنوك . و لو رضيت أعمالهم لأحبوك .
و بكى أبو ذر و قال :
ـ رحمكم الله يا أهل بيت الرحمة ، إذا رأيتكم ذكرت بكم رسول الله .
و خرج أبو ذر مع زوجته وابنته إلى صحراء الربذة و هو يتذكّر كلمات قالها له حبيبه سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه و آله ) ذات يوم :
رحمك الله يا أبا ذر .
تعيش وحدك .
و تموت وحدك .
و تبعث وحدك .
و تدخل الجنّة وحدك .
ابنته تحدثنا عن تلك الأيام القاسية فتقول


أصابنا الجوع وبقينا ثلاثة أيام لم نأكل شيئاً فقال لي أبي : يابنية قومي بنا الى الرمل نطب ألقت ـ وهو نبت له حب ـ فصرنا الى الرمل فلم نجد شيئاً فجمع أبي رملاً ووضع رأسه عليه ، ورأيت عينيه قد انقلبت، فبكيت ، فقلت له : ياأبه كيف أصنع بك وأنا وحيدة ؟ فقال


يابنتي لا تخافي ، فاني اذا مت، جاءك من أهل العراق من يكفيك أمري فاني أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة تبوك فقال لي


يا أبا ذر تعيش وحدك وتموت وحدك، وتبعث وحدك، وتدخل الجنة وحدك، يسعد بك أقوام من أهل العراق يتولون غسلك وتجهيزك ودفنك» فإذا أنا متُّ فمدّي الكساء على وجهي، ثم اقعدي على طريق العراق ، فاذا أقبل ركب فقومي إليهم وقولي: هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد توفي


قالت ابنته : فلما عاين سمعته يقول : مرحباً بحبيب أتى على فاقة ، لا أفلح من ندم اللهم خنّقني خناقك فو حقك انك لتعلم أني أُحب لقاءك، قالت ابنته : فلما مات ، مددت الكساء على وجهه ، ثم قعدت على طريق العراق ، فجاء نفر فقلت لهم : يا معشر المسلمين، هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد توفّي ، فنزلوا ومشوا يبكون فجاءوا فغسلوه وكفنوه ودفنوه ، وكان فيهم الأشتر ـ تعني مالك الأشتر ـ ... فقالت ابنته : فكنت اصلي بصلاته وأصوم بصيامه، فبينا أنا ذات ليلة نائمة عند قبره إذ سمعته يتهجد بالقرآن في نومي كما كان يتهجد به في حياته ، فقلت : ياابه ماذا فعل بك ربك ؟ قال


يابنتي قدمت على رب كريم رضيّ عني ورضيت عنه وأكرمني وحيّاني فاعملي ولا تغتري .





فسلام عليك يا أبا ذر يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا
الفاتحه لروحهِ الطاهره مسبوقه بالصلاة على محمد وآل محمد